بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 فبراير 2011


الكاتب الدنمركي نيلس هاو

حين أصير أعمى!

بمناسبة صدور ديوانه (حين أصير أعمى!) بالعربية
قصائدي بالعربية علاقة حب جديدة والحياة بكامل شبابها اليوم
 ‏‎
عن الدار العربية للعلوم ـ بيروت، صدر ديوان للشاعر والكاتب الدنمركي نيلس هاو بعنوان (حين أصير أعمى) قام بترجمته جمال جمعة وكتب مقدمته فاضل العزاوي. والعنوان وهو يستعير العنوان من المعنى المعروف: (الحب يُعمي). وهكذا (أصبح أعمى من الحب ليرى ما يجعل الحياة تستحق أن تعاش). يقول في واحدة من قصائده:
(الحبّ يُعمي/ وفي كل يوم، حين يمرّ الأعمى من هنا/ وهو يدرج بعصاه،/ تتوقف حركة المواصلات كلياً ربع ثانية،/ فيما ملائكة الرب تصعد وتهبط/ وطبيب العيون يغلق عيادته).
يذكر أن نيلس شاعر وكاتب قصة قصيرة، اشتهر بأسفاره الكثيرة وترجمت أعماله إلى مختلف اللغات العالمية ونال العديد من الجوائز الأدبية. في هذه الكلمة التي كتبها خصيصا للقراء العرب بعد صدور ديوانه، الكثير من العمق الإنساني والإحساس باللغة ومشاعره وهو يرى كلماته وقد غدت بين يدي القراء العرب.

كلمة نيلس

‏‎ ككاتب أوربي أجد نفسي مكبلا بسلاسل الأبجدية اللاتينية، ولذا تغمرني الفرحة اليوم وقد صدر كتابي باللغة‎ العربية. وشعوري وأنا أجد قصائدي مترجمة وتنشر بالعربية كشعور ذلك الذي يشرع بعلاقة حب جديدة، علاقة تضمني لأسرة كبيرة بتقاليد وطقوس أخرى‫.‬ فاللغة العربية تتمتع بثراء غامر وجذور تتأصل في عصور الحضارات الأولى، لغة يتحدث بها الناس في أكثر من عشرين بلدا، يتوزّعون في قارتين كبيرتين، وأملي أن تجد قصائدي طريقها إلى القراء العرب بثوبها اللغوي الجديد‫.‬ ومن ناحية اللغة، فإننا نحسد الكتاب العرب اللذين يتفوقون علينا نحن الأوربيون بإجادتهم لأبجديتين.‬ هنا في أوربا نشعر بالاكتفاء في تواصلنا مع الآخرين بالانكليزية وبالألمانية ولحد ما بالفرنسية أو الاسبانية، ولكن ما العمل عندما تطل عليك رسالة اليكترونية من القاهرة وباللغة العربية، أو تطل عليك تحية من بكين مكتوبة بالصينية. ما عدد الأبجديات في العالم؟ سألت أمي ولكني لم أجد لديها جوابا‫.‬ سألت سائق سيارة الأجرة، وهو الآخر لم يملك جوابا، ولا احد يعرف الجواب، ولكن من المؤكد أن هناك الكثير‫، ومن بينها لغات كبيرة، فوحدها اللغة الصينية والهندية ولغات شعوب الشرق الأقصى‬ تضم أكثر من ثلث سكان الأرض‫.‬
‏‎ومع ذلك أجرؤ القول أنه ينبغي للمرء أن يكون قادرا على فك لغز اللغة العربية. فالأبجدية العربية تشترك في أصولها مع لغات كثيرة، وفي نهاية الأمر تنتمي كل اللغات إلى نص لفظي واحد، نشأ في مكان ما في سوريا أو في العراق منذ بضعة آلاف من السنين قبل ميلاد المسيح، ولذا نجد أن للحروف نفس الأسماء بعض اللغات، آ، با، تا، ثا، جي، وما إلى ذلك، وفي المدارس يتعلم أطفالنا غناء الأبجدية، وفي بيروت، وريو وكوبنهاغن يغني أطفال المدارس الابتدائية هذه الحروف بنفس اللحن. فهذه الأغنية ملكنا جميعا‫.‬ ‏‎ ورغم أن اللفظ والنطق تغير بمرور السنين، فلا يزال من السهل التعرف بالرؤية والسمع أننا جميعا ننتمي لنفس العائلة‫.‬
‏‎أما بصدد قصائدي العربية‫، فهل سيتقبلها القارئ العربي؟ هل سيفهمها؟ آمل ذلك.‬
‏‎ الناس لا يختلفون في أعماقهم، وما يتجذر فيّ لا يختلف عمّا يتجذر في الآخر، ونحن الاثنان نمشي على نفس الأرض ونشترك بهمومنا الوجودية، كالحب والشوق. فعندما نصِّب باراك أوباما رئيسا لأميركا قرأت الشاعرة إليزابيث أليكسندر قصائدها في حفل التنصيب، ودور مشابه لها يمكن لشاعر عربي أن يقوم به في الثقافة العربية! ولكن الأمر مختلفا في عادي الأيام، فالشاعر يبقى غريبا، كلص الصحراء، أو على الأقل هذا هو الحال في أوربا، وبالتأكيد الأمر لا يختلف كثيرا في الوطن العربي.
‏‎نحن الشعراء أناس أصيبوا بالتفرد ولكن نتمتع بصفات البداوة‫ ‬كالصبر والكرم، والعديد منّا قد جرب الجوع والعطش وتغلغل في بطولات الفقر والحلم والآمال، وثبت معرفته بوجود قيم أخرى غير القيم المادية. وهناك اليوم أعداد هائلة من الناس لم يسبق لها مثيل من اللذين يعيشون في المنافي - ‬ورغم أننا ‫جميعا ‬نعيش عيشة ذلك البدوي المترحل نجد النقيض أمامنا، حيث تزدهر القومية والشوفينية في أرجاء هذا العالم‫!‬ فنحن الشعراء نعيش في جمهورية الشعر، ويبقى الشعر وطننا رغم أن أجسادنا تتواجد في كوبنهاغن أو شانغهاي أو القاهرة‫.‬
‏‎الشعر ليس لمن لا يجرؤ، ومهمة الشاعر أن يراقب أصحاب السلطة وأن يسمي الأشياء بأسمائها، وعندما تصرخ الحقيقة يكون الشعراء أول من يرمى في السجون، فهكذا هو المنطق‫.‬ الشعر الجميل سحر والشعر السطحي عديم الفائدة‫.‬
‏‎إن شعوري اليوم هو أننا، هذه الكائنات العملاقة، وحيدون على هذا الكوكب الغامض‫، والبحث عن الحقيقة في ذاته ليس إلا محاولة لصيد السحالي في الظلام، وعبثا المحاولة ففي النهاية نجد أنفسنا نجثو على الأرض وخلفيتنا للوراء‫.‬ فلنكن صادقين مع أنفسنا بصدد هذا التشوش، فالفن يكمن في البحث عن الحقيقة بعيدا عن الحقيقة السياسية، وفي نفس الوقت يطمح الشعر دوما أن يكون بين صفوف المعارضة وضد أصحاب السلطة، فالفن ذو دور نقدي‫.‬
‏‎يمر العالم اليوم في عملية تحوّل مذهلة، والكل على علم تام بتلك الطاقات الهائلة من الثقافة والإبداع في العالم العربي والتي يمكن لها أن تستغل من أجل ثقافة وفن عربي أكثر ازدهارا، يوازي ما يحدث في بقية أنحاء العالم‫.‬ ويبدو أن ذلك ما يحدث اليوم، فالأحداث في تونس ومصر وبقية البلدان العربية تستوقفنا بإعجاب كبير، فزمن المعجزات قد مضى، والحياة على هذا الكوكب لا تزال في مطلع شبابها‫.‬

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

العاب بنات
العاب تلوين
العاب اطفال
العاب سيارات
العاب طبخ
العارب باربي
العاب ذكاء
العاب فلاش

Unknown يقول...

شركة عزل خزانات بالرياض

شركة نقل اثاث بالرياض

شركة نقل عفش بالرياض

شركة الصفرات للتنظيف بالرياض

شركة الصفرات لتنظيف الفلل بالرياض

شركة الصفرات لتنظيف الشقق بالرياض

شركة الصفرات لتنظيف المنازل بالرياض

شركة الصفرات لتنظيف الخزانات بالرياض

شركة الصفرات لرش المبيدات بالرياض

شركة الصفرات لمكافحة الحشرات بالرياض

شركة الصفرات لمكافحة النمل الابيض بالرياض

Unknown يقول...

شركة الصفرات لكشف التسربات المياه بالرياض

شركة الصفرات لعزل الخزانات بالرياض

شركة الصفرات لنقل اثاث بالرياض

شركات تنظيف بالرياض

شركات تنظيف فلل بالرياض

شركات تنظيف شقق بالرياض

شركات تنظيف منازل بالرياض

شركات تنظيف خزانات بالرياض

شركات رش مبيدات بالرياض

شركات مكافحة حشرات بالرياض

شركات مكافحة النمل الابيض بالرياض

mekho matrix يقول...

ممتاز عملك





لعبة