دوقلة المنبجي: الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.
شاعر مغمور، تنسب إليه هذه القصيدة المشهورة باليتيمة أو يتيمة الدهر ، ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي، وتابعه جرجي زيدان في مجلة الهلال (14-174)، وخلاصة القول أن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.
هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ درس الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ فَوَقَفت أسألها وَلَيسَ بِها وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ ثُمَّ انثنى وَرِداوُّهُ نِعَمٌ لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى | أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ راحَ العَسيف بِملئِها يَعدو إِلّا بحرِّ تلَهُّفي دَعدُ الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ والفَرعُ مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ تعطو إذا ما طالها المَردُ وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق