بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 2 يوليو 2010

تائية كثيّر عزّة


وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر،
 بو صخر الخزاعي الحجازي، المعروف بابن أبي جمعة،
 عزة هذه المشهور بها المنسوب إليها، لتغزله فيها،
 ي أم عمرو عزة بالعين المهملة، بنت جميل بن حفص،
 ن بني حاجب بن غفار، وإنما صغر اسمه فقيل كثير،
 لأنه كان دميم الخلق قصيرا، طوله ثلاثة أشبار.
خليليّ هذا رسم عزة فاعقلا ...
قلوصيكما ثم انظرا حيث حلت

ومُسّا تراباً كَانَ قَدْ مَسَّ جِلدها .. 
وبِيتاً وَظِلاَّ حَيْثُ باتتْ وظلّتِ

ولا تيأسا أنْ يَمْحُوَ الله عنكُما 
ذنوباً إذا صَلَّيْتما حَيْثُ صَلّتِ

وما كُنْتُ أَدْرِى قَبْلَ عَزَّةَ ما البُكَا 
ولا مُوجِعاتِ القلب حَتَّى تَوَلَّتِ

فقد حلفت جهداً بما نحرت له 
قريشٌ غداة المأزمين وصلّت

أناديك ما حجّ الحجيج وكبّرت  
بفيفا غزالٍ رفقةٌ وأهلّت

وكانت لقطع الحبل بيني وبينها 
كناذرةٍ نذراً فأوفت وحلّت

فقلت لها يا عزّ كل مصيبةٍ 
إذا وطّنت يوماً لها النفس ذلّت

ولم يلق إنسانٌ من الحب ميعةً 
تعــمّ ولا غمّاء إلا تجّلت

كأني أنادي صخرة حين أعرضت 
من الصم لو تمشي بها العصم زلت

صفوحاً فما تلقاك إلا بخيلة 
فمن مل منها ذلك الوصل ملت

أباحت حمىً لم يرعه الناس قبلها
وحلّت تلاعاً لم تكن قبل حلّت

فليت قلوصي عند عزة قيّدت 
بحبل ضعيفٍ عزّ منها فضلت

وغودر في الحي المقيمين رحلها 
وكان لها باغٍ سواي فبلّت

وكنت كذي رجلين رجلٍ صحيحةٍ 
ورجلٍ رمى فيها الزمان فشلّت

وكنت كذات الظّلع لما تحاملت 
على ظلعها بعد العِثار استقلت

أريد الثواء عندها وأظنها 
إذا ما أطلنا عندها المكث ملّت

فما أنصفت أما النساء فبغّضت 
إليّ وأمّا بالنوال فضنّت

يكلفها الغيران شتمي وما بها 
هواني ولكن للمليك استذلّت

هنيئاً مريئاً غير داء مخامرٍ 
لعزة من أعراضنا ما استحلّت

فو الله ما قاربت إلا تباعدت
بصرمٍ ولا أكثرت إلا أقلّت

فإن تكن العتبى فأهلاً ومرحباً 
وحقت لها العتبى لدينا وقلّت

وإن تكن الأخرى فإن وراءنا 
منادح لو سارت بها العيس كلّت

خليليّ إن الحاجبية طلّحت 
قلوصيكما وناقتي قد أكلّت

فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت 
بعاقبةٍ أسبابه قد تولّت

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة
لدينا ولا مقلية إن تقلّت

ولكن أنيلي واذكري من مودةً 
لنا خلةً كانت لديكم فطلّت

فإني وإن صدّت لمثنٍ وصادقٌ 
عليها بما كانت إلينا أزلّت

فما أنا بالداعي لعزّة بالجوى 
ولا شامت إن نعل عزّة زلّت

فلا يحسب الواشون أن صبابتي 
بعزة كانت غمرةً فتجلّت

فأصبحت قد أبللت من دنفٍ بها 

كما أدنفت هيماء ثم استبلّت

فوالله ثم الله ما حلّ قبلها 
ولا بعدها من خلّةٍ حيث حلّت

وما مرّ من يومٍ علي كيومها 
وإن عظمت أيام أخرى وجلّت

وأضحت بأعلى شاهقٍ من فؤاده  
فلا القلب يسلاها ولا العين ملّت

فيا عجباً للقلب كيف اعترافه  
وللنفس لما وطّنت كيف ذلّت

وإني وتهيامي بعزة بعدما  
تخلّيت مما بيننا وتخلّت

لكالمرتجي ظلّ الغمامة كلما  
تبوّأ منها للمقيل اضمحلّت

كأني وإياها سحابةُ ممحل 
رجاها فلما جاوزته استهلت

فإن سأل الواشون فيم هجرتها  
فقل نفس حرٍّ سليت فتسلّت